نظرات في سورة الحجرات (منقول)

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخوة والاخوات

بعد السلام

موضوع اعجبني كثيرا جزي الله كاتبته خير الجزاء

(منقول من منتديات أخوات طريق الاسلام)


و عبارة عن تدقيقات ايمانية وقفات في سورة الحجرات



وان شاء الله يتم سرد الوقفات رويدا رويدا

واللهم أنفعنا بما علمتنا
وعلمنا ما ينفعنا

بسم الله نبدأ

الأخوة والأخوات

نلتقي في هذا المنتدى الشامخ (تريد الكاتبة منتديات أخوات طريق الاسلام) مع كتاب الله جلا وعلا وما أحوجنا إن نقف طويلاً وطويلاً مع كتاب الله فطالما هجره كثير من المسلمين

كتاب الله الذي يقول فيه(أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً)

ويقول جلا وعلا(أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)

ويقول (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله)


ما
أبين الفرق بيننا وبين الجيل الأول الذين وصفهم الله جلا وعلا بقوله(إنما
المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم
إيماناً)

أقول في مقدمة هذه السورة والوقفة الأولى التي أقفها أقول:

إن كثيراً من المسلمين هجروا القرآن وأخشى أن يحل عليهم ماقاله جلا وعلا في كتابه (يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)

أسألوا أنفسكم سائلوا بصدق وبإخلاص كم بكينا ونحن نقرأ كتاب الله؟كيف تدبرنا كتاب الله ونحن نتلوا آياته....
رسولنا
عليه الصلاة والسلام يقول لعبد الله بن مسعود "ياعبد الله اقرأ علي القرآن
.قال:أأقرأ عليك يارسول الله وعليك أنزل؟قال: نعم فإني أحب أن أسمعه من
غيري, فبدأ يقرأ فلما بلغ قوله تعالى(فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا
بك على هؤلاء شهيدا)

قال له: حسبك حسبك فالتفت فإذا عيناه تذرفان من الدموع"

وهذا أبو بكر لايسمع صوته في الصلاة من خشية الله جلا وعلا ومن بكائه

وعمر وما أدراك ما عمر عمر الذي إذا سلك فجاً سلك الشيطان فجاً آخر أتعلمون ماذا يفعل عمر؟

هذا عمر الشديد القوي في الإيمان عندما قرأ قوله تعالى(وقفوهم إنهم مسؤلون)
بكى ثم جلس في بيته شهر يعاد

وعندما قرأ قوله تعالى(يوم يدعون إلى نار جهنم دعا)
بكى وجلس ثلاثة أيام يعاد كأنه مريض ووالله مابه مرض إلا شدة الخوف من الله

عمر مع شدته وقوته إلا انه ضعيف أمام الحق ...يرى في وجهه خطان أسودان من كثرة بكائه من خشية الله

هذا
هو القرآن هكذا كانوا يتلون كتاب الله جل وعلا ,أما نحن فكيف أتحدث عن
حالنا وعن أوضاعنا ولا حول ولا قوة إلا بالله؟لقد قست قلوبنا إلا من عصم
الله.

هذا هو كتاب الله ولعلي أقف معكم وقفات يسيرة مع هذه السورة العظيمة مع (سورة الحجرات) سورة مليئة بالدروس والعبر والمواعظ ...

فالله
الله يا أمة الإسلام، ويا اخوة الإيمان!! العودة إلى كتاب الله! نتلوه
آناء الليل وآناء والنهار ونتدبر آياته ومواعظه ففيه والله الكفاية
والغنى...

وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم، أن يلحقني وإياكم بهم، وأن يحيي قلوبنا بالقرآن، وأن يوقظ غفلاتنا بالإيمان إنه سميع مجيب

الوقفة الثــــــــانية:

بسم الله الرحمن الرحيم(ياأيها الذين آمنوا لاتقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم)
هذه آية عظيمة ..هذه الآيه نهي أن يتقدم أحد بين يدي الله ورسوله ,وقد بين العلماء معنى التقدم بين يدي الله ورسوله,فقال ابن عباس رضي الله عنهما"لاتشرعوا مالم يشرعه الله ورسوله"
وقال الضحاك"لاتقترحوا فتأتوا بشئ مما لم يشرعه الله جل وعلا .

إنني أقف أمام هذا الآيه(ياأيها الذين آمنوا لاتقدموا بين يدي الله ورسوله)
ماذا نقول عن أولئك الذين تقدموا بين يدي شرع الله جل وعلا.؟
ماذا نقول عن أولئك الذين ينادون بالقوانين الوضعية؟
ماذا نقول عن أولئك المنافقين الذين ينادون بالنظم الأرضية .؟
ماذا نقول عن هؤلاء المنافقين الذيين يفضلون شريعة الطاغوت على شريعة الله جل وعلا ..؟
أليس هذا هو التقدم بين يدي الله ورسوله..!!

لقد
عمت العلمانية في عالمنا الإسلامي ...وفي بلادنا هنا وهناك أناس يعملون
ليل نهار ...يحرصون على أن تسود شريعة الطاغوت بدل شريعة الله جل وعلا
(يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون)
إن
الذين ينادون بتطبيق الأنظمه الأرضية والذين ينادون بتحكيم القوانين
الوضعية أولئك الذي يفضلون أي شريعة من شرائع الغرب على شرع الله أولئك قد
تقدموا بين يدي الله ورسوله ..

الذين يعلنون الربا جهراً وعيانا إنما يحاربون الله جل وعلا سراً وعلانية ولقد تقدموا بين يدي الله ورسوله ..

ما
أحوجنا ان نقف أمام هذه الآية العظيمة ...أمام هذه الآية الجليلة ..ليس
معناها كما قد يتصور البعض هو التقدم الحسي فقط ,إنما هو التقدم الحسي بين
يدي الله ورسوله والتقدم المعنوي ..

إذن هذه وقفـــــــــة جليلة لو خصصت لها درساً لما كفاها.....

الوقفــــــــــــة الثــــالثــــــــــــه.....

نجد في هذه السورة ملحظاً وقفت عنده طويلا...ً

يقول جل وعلا في هذه الآيه(واتقوا الله إن الله سميع عليم)
ويقول في آية أخرى(واتقوا الله لعلكم ترحمون) ويقول في آية ثالثة
(واتقوا الله إن الله تواب رحيم)
ويقول في آية رابعة(أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى)
ويقول في آية خامسة(إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
الله
أكبر لقد تكررت آيات التقوى في هذه السورة خمس مرات مع قصره. ومع أنها
لاتتعدى ثمانية عشر آية فإنها مع ذلك تكررت فيها التقوى خمس مرات وذلك
لعظم شأن التقوى ..

ماهي التقوى؟؟

لاأظن
ان مر بنا يوم أو يومان أو ثلاثة ولم نسمع من يقول:اتقوا الله ,سواء في
خطبة من الخطب أو في محاضرة من المحاضرات...فما هي التقوى التي ينادينا
الله جل وعلا ويأمرنا في هذه السورة ثلاث مرات (واتقوا الله) وفي آيتين
(أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى)..(إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

سأل
عمر بن الخطاب أبي بن كعب رضي الله عنهما فقال له: ياأبي ماهي
التقوى؟أتعلمون ماذا قال له أبي رضي الله عنه..؟ قال له:ياأمير المؤمنين
أما سلكت طريقاً ذا شوك؟قال: بلى.قال:فما صنعت؟قال:شمرت واجتهدت.قال:فذلك
التقوى.
نحن
نسير في هذه الحياة بطريق مليئة بالأشواك ,نحن نسير في هذه الحياة بين
شهوات وشبهات ,فالتقوى أن نعتزل تلك المعاصي وتكلك الفتن ولذلك قال ابن
المعتز:
خل الذنوب وصغيرها
وكبيرها ذاك التقى...
واصنع كماش فوق
أرض الشوط يحذر مايرى
لاتحقرن صغيرة...
إن الجبال من الحصى ..

لاتحقرن صغيرة ...إن الجبال من الحصى

أرأيتم كثبان الرمال؟

إن
كثبان الرمل العظيمة التي تمتد كيلوات ومسافات طويلة تتكون من حبيبات
دقيقة ,إن المعاصي تاتي شيئاً فشيئاً ,من هنا نظرة ومن هنا كلمة ومن هنا
سماع ماحرم الله , وتتجمع الحسنات وتتجمع السيئات فتأتي الحسنات إن وجدت
حسنات....
يأتي الرجل يوم القيامة بصلاة وصيام وأعمال صالحة ويأتي
وقد شتم هذا ..هذا هو المفلس كما قال وسب هذا واكل مال هذا في}خذ لهذا من
حسناته لهذا من حسناته حتى إذا لم يبق من حسناته شئ أخذ من سيئاتهم فطرحت
عليه ثم طرح في النار والعياذ بالله

التقوى كما قال علي بن أبي طالب هي :الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل..
إن كثيراً من المسلمين يحفظون من الأغاني .. أكثر مما يحفظ من أحكام الله جل وعلا

إن كثيراً من الناس لديهم الدقة في تنفيذ التعليمات البشرية ولكن أين التتقوى كما قال علي العمل بالتنزيل والقناعة بالقليل .
هل
قنعنا بالقليل؟هل قنعنا بالكثير حتى نقنع بالقليل؟ والإستعداد ليوم الرحيل
الإستعداد للانتقال من هذه الحياة ..من منا قد استعد لهذا الإنتقال؟

التقوى ..هي
أن تستمر بتزيين سرك ومخبرك أكثر من اهتمامك بتزيين مظهرك ,نحن نهتن بتزيين بيوتنا ,نهتم بالجميل من ملابسنا نهتم بالسيارات الفارهة
التقوى أن نهتم بقلوبنا ,أن نهتم بدواخلنا أكثر من اهتمامنا بمظاهرنا ..

هذه هي التقوى.والله أعلم.

الوقفــــــــة الرابعــــــــــــة...

مع قوله تعالى (إن الله سميع عليم)

الله أكبر هذه السورة فيها آيات عظيمة..

في ختام الآيات (إن الله سميع عليم).(والله غفور رحيم)..(إن الله تواب رحيم)..

الله أكبر ...هل نعي معنى قوله تعالى (أن الله سميع عليم)؟؟
يسمع مانقول...ويعلم مانقول...
هل نحن إذا خلونا بأنفسنا وأردنا أن نرتكب المعصية تذكرنا أن الله يرانا فتراجعنا عن عملها أو عن عمل هذه المعصية ؟؟

إذا ماخلوت الدهر يوما فلا .....تقل خلوت ولكن قل علي رقيب
فلا تحسبن الله يغفل ساعة......ولا أن ماتخفي عليه يغيــــب

نعم أخواتي الحبيبات...
النفس تدعوا إلى الطغيان فإذا خلوت بنفسك وخلوت بريبة الله الله الحذر من أن تقعي في معصية الله جل وعلا ...

هذا مايهمنا وهذا مايجب علينا أن نستشعره في هذه الآيات العظيمة

يا مدمن الذنب أما تستحي ........والله في الخلوة ثانيكا
غرك من ربك إمهاله..............وستره طول مساويكـــــا

الواحد منا إذا أغلقت على نفسها الباب قال: لإيراني أحد..
نستحي من أن يرانا مخلوق في معصية أو ذنب ولانستحي من الخالق !!
وهو يرانا ويراقبنا...

وإذا خلوت بريبة في ظلمة...........والنفس داعية إلى الطغيـــان
فاستحي من نظر الإله وقل لها.......إن الذي خلق الظلام يراني

هكذا تكون التقوى ..وهكذا تكون المراقبة ...

وهكذا نفهم معنى قوله تعالى(إن الله سميع عليم)

يسمع أقوالنا ...ويرى أفعالنا جل وعلا...